المفكر الفرنسي لامرتين:
إذا كانت الضوابط التي نقيس بها عبقرية الإنسان هي سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة
فمن ذا الذي يجرؤ أن يقارن أيا من عظماء التاريخ الحديث بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في
عبقريته؟ فهؤلاء المشاهير قد صنعوا الأسلحة وسنو القوانين واقامو الإمبراطوريات.
فلم يجنوا إلا أمجادا بالية لم تلبث أن تحطمت خلفهم. لكن هذا الرجل (محمدا(صلى الله عليه وسلم)) لم يقد الجيوش ويسن القوانين والتشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط وإنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ. ليس هذا فقط بل انه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار
والمعتقدات الباطلة .
لقد صبر النبي وتجلد حتى نال النصر (من الله). كان طموح الرسول (صلى الله عليه وسلم) موجها بالكلية إلى هدف واحد , فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك . حتى صلاة النبي الدائمة ومناجاته لربه
ووفاته(صلى الله عليه وسلم) وانتصاره بعد موته , كل ذلك لا يدل على الغش أو الخداع بل يدل على اليقين
الصادق الذي أعطى النبي الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله , والإيمان( بمخالفته تعالى للحوادث.
فالشق الأول يبين صفة الله إلا وهي الوحدانية, بينما الشق الثاني يوضح ما لا يتصف به الله تعالى (وهو
المادية والمماثلة للحوادث). ولتحقيق الأول كان لا بد من القضاء على الآلهة الدعاة من دون الله .(بالسيف, أما الثاني فقد تطلب ترسيخ العقيدة بالكلمة وبالحكمة والموعظة الحسنة.
هذا هو محمد(صلى الله عليه وسلم)الفيلسوف,الخطيب,النبي,المشرع, المحارب,قاهر الأهواء,مؤسس المذاهب الفكرية التي تدعو إلى عبادة حقة,بلا أنصاب ولا أزلام , هو المؤسس لعشرين إمبراطورية في الأرض,وإمبراطورية روحانية واحدة .
هذا هو محمد (صلى الله عليه وسلم)وبالنظر لكل مقاييس العظمة البشرية, أود أن أتساءل : هل هناك أعظم من
النبي محمد(صلى الله عليه وسلم)؟؟